السبت، 6 يونيو 2015

 القــــدر
 
أرواح الشر تطاردنا وتعبث بنا وقلوبنا تسير بنا إلى زمن عشقناه ( زمن الجاهلية ) وفكرنا يقودنا للمجهول وننصاع إلى أحلامنا ، وتفوق الأحلام واقعنا ونحاول رسم طريق فوق الماء لنسير إلى غايتنا وغايتنا مفقودة بين أكوام القش نحاول البحث عنها وكلما انتهينا من كومة أحرقناها لنعود من جديد بفكرنا الضال للبحث عن ضالتنا بين أكوام القش الأخرى .
ضالتنا أمامنا ولكننا أغمضنا العين عنها ، ليس بخاطرنا إنما هو القدر من أعمى بصيرتنا لأننا وبكل سهوله أغفلنا عنه ولم نستدركه ، ونؤمن فقط بالقدر الذي نعيشه بواقعنا دون نظرة بُعد للقادم .
أرواحنا شريرة تكاد تقتلنا وتنكل بنا الأيام وتعاقبنا ونحن نبتسم لها ونكتفي أحيانا بالبكاء الذي يستطرد من جوفنا مرارة هذا العقاب فنحن لا نكتفي بما وهبنا القدر فنتجاوز الواقع لنصل للأحلام .
الأحلام ليست من أنواع الكفر ولا هي خطيئة نعاقب عليها ولكنها من تؤدي بنا للهلاك لأنها إن تجاوزت القدر أصبحت أحلام طائشة بلا معنى وبلا جدوى تؤذينا وتقتل الروح فينا وتسلب من جوفنا القلب الذي يعيش على ابتسامتنا وعلى حب لحياة يتمناها ويكتفي بها ِمن اجل الاستمرار في الحياة لحين انتهاء اجله .
أنا اعلم ما تعلمون وانتم تعلمون ما اعلم لأننا جميعنا نعلم إن ما تعلمناه من علم علمنا إياه خالقنا على امتداد قرون منذ زمن خلق أبونا ادم عليه السلام وتعلمنا من سنوات الحياة دروسا وحفظناها ولكن زيف الأحلام ومحاولة مجاراة القدر للقفز فوق الواقع هو من يمزق أرواحنا الشريرة التي لم تعد تؤمن بما لها وما عليها والتي تحاول دائما رسم الطريق فوق الماء فنمشي عليه ونغرق فتكون النهاية بلا واقع وبلا أحلام